عمان – إن العناية باللثة والفم والأسنان خلال شهر رمضان، لا تختلف كثيراً عما هي عليه بقية أشهر السنة، غير أن هناك أموراً مهمة يجدر بالصائم ملاحظتها خلال هذا الشهر المبارك كما يلي:
– إن الانقطاع عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة خلال فترة الصوم يسبب جفاف الفم، مما يهيج الأنسجة اللثوية ويتعب اللسان، وبذلك ينصح الصائم بغسل فمه وترطيبه مرات عدة خلال النهار بما لا يفسد صيامه، كما أن غسل الفم يقلل إلى حد ما من رائحة الفم التي تصاحب الصائم في ساعات ما بعد العصر.
– إن المدخن الصائم الذي ينقطع عن التدخين لساعات طويلة منذ الفجر حتى أذان المغرب يمكنه بقليل من الإرادة والتصميم أن يستمر بالانقطاع عن التدخين فيما تبقى من ساعات المساء والسهرة بعد الإفطار، وبذلك يصبح شهر الصوم مناسبة مهمة للانقطاع عن التدخين بشكل نهائي، ذلك أن التدخين يعد إحدى أهم آفات هذا العصر وأخطرها، بما يحمله من أضرار بالغة على الصحة العامة للمدخنين ومن يحيطون بهم، ولا تقتصر آثاره الخطرة على الجهاز التنفسي وسرطان الرئة، وما يسببه من أمراض القلب والأوعية الدموية كما هو مكتوب على علبة السجائر!! بل إن الضرر يتعدى ذلك بكثير ليشمل أجزاء عديدة من جسم الإنسان، بما في ذلك أنسجة الفم واللثة والشفة واللسان وسقف الحلق وغيرها.
التدخين بكل أشكاله سواء السجائر أو الأرجيلة أو السيجار أو الغليون.. جميعها تحمل المخاطر والأضرار نفسها، وإن كمية النيكوتين الموجودة تسبب الاعتياد والإدمان، وأول أكسيد الكربون يقوم بحل الهيموغلوبين في خلايا الدم، مما يؤدي إلى أمراض القلب، والقطران يسبب الإصابة بالسرطان، ويضاف إليه العديد من المواد الكيماوية الأخرى المسرطنة.
إن الأبحاث العلمية والشواهد الطبية والسريرية توضحان العلاقة الأكيدة بين التدخين بكل أشكاله والكثير من أمراض اللثة والأغشية المخاطية داخل الفم، إضافة لما يسببه من أورام خبيثة على الشفة واللسان وداخل الفم بكل أجزائه.
– يمكن لطبيب الأسنان ذي الخبرة العالية أن يشخص سرطان الفم واللثة والشفة واللسان في حالاته المبكرة بالفحص العياني والباثولوجي (أي فحص عينة من الأنسجة)، وكلما كان التشخيص والعلاج مبكراً كانت فرصة الشفاء ونجاة المريض من عودة المرض أو الوفاة بسببه أقل.
– تدل الإحصائيات على أن أكثر من 90 % من المصابين بسرطان الفم هم من المدخنين، ويشكل سرطان الفم 3 % من أنواع السرطان الأخرى كافة التي تصيب الجسم، وتعد هذه النسبة عالية قياساً إلى صغر مساحة الفم.
– من المعروف أن الكثيرين خلال السهرات الرمضانية يتناولون الحلويات المختلفة التي تسبب نخر الأسنان والكثير من المكسرات التي ربما تسبب كسر الحشوات السنية، لذلك يجب تناولها بحذر واعتدال، والاستعاضة عنها بتناول الفواكه الطازجة المفيدة للصحة والأسنان، كما أن السهرات الرمضانية يصاحبها تدخين الأرجيلة التي ثبت أنها ضارة جداً على أنسجة الفم واللثة والحلق كما ذكرنا سابقاً، وبذلك يجب الامتناع عنها خلال شهر رمضان وبعد انتهائه.
– إن مراجعة طبيب الأسنان خلال شهر رمضان ولكل أفراد العائلة تعد عادية وضرورية ولا تفسد الصوم، وإعطاء البنج الموضعي وإجراء معالجات الفم واللثة والأسنان جميعها ممكنة للصائم ولا تفسد صيامه، غير أنه من المفضل إجراء مثل هذه المعالجات في الفترة الصباحية وحتى أذان الظهر قبل أن ينخفض مستوى السكر في دم الصائم. أما فيما يخص تناول الأدوية المرافقة للمعالجات السنية فيمكن إعادة برمجتها ليتم تناولها في الفترة ما بين الإفطار والسحور، ويستثنى من ذلك مرضى السكري والمسنون والمصابون بالفشل الكلوي والأمراض المستعصية الأخرى؛ حيث يتوجب عليهم الإفطار عند إجراء معالجات أو جراحة الفم واللثة والأسنان لهم، واتباع إرشادات الطبيب المعالج بدقة واهتمام.
– إن أفضل الأوقات لتفريش الفم والأسنان خلال رمضان هي بعد تناول وجبة الإفطار ثم قبل التوجه إلى النوم ومرة ثالثة بعد تناول وجبة السحور، ولا مانع من استعمال السواك بعد تفريش الأسنان، علماً بأن السواك لا يصح أن يكون بديلاً عن فرشاة الأسنان، وإنما مساعداً لها، يضاف إلى ذلك ما ذكرته سابقاً فإن غسل الفم والأسنان مرات عدة خلال النهار سيسهم في حفظ صحة الفم واللثة والأسنان، ولن يفسد الصيام.
الخلاصة: إن أعمال جراحة الفم واللثة والأسنان كافة يمكن إجراؤها بالتخدير الموضعي بدون إفساد الصيام، والعناية بصحة الفم واللثة والأسنان ضرورية خلال شهر الصوم كما هي في بقية أشهر السنة مع ترطيب الفم خلال النهار بغسله مرات عدة، كما أن شهر رمضان يعد مناسبة مهمة جداً للتوقف عن التدخين نهائياً، والتخلص من عادة الأرجيلة بعكس ما هو شائع هذه الأيام.
الدكتور عبد الفتاح البستاني
مستشار جراحة الفم واللثة والأسنان
The post كيف تعتني بالفم والأسنان في رمضان؟ appeared first on Alghad.
إقرأ المزيد
0 التعليقات
إرسال تعليق