الاثنين، 10 فبراير 2020

باحث فرنسي: علاج كورونا قد يستغرق عامين

الغد– تعمل فرق بحث عديدة حول العالم لفهم فيروس كورونا بشكل أفضل وتحديد علاج فعال له، وتطوير لقاح لتخليص العالم من الوباء الذي انتشر من الصين منذ أقل من شهرين، وقد تجاوزت إصاباته أربعين ألفا وقاربت الوفيات الألف في جميع أنحاء العالم.

ولإلقاء مزيد من الضوء على مسبب هذا الوباء، أجرت الصحفية ناتالي راولين مقابلة لصحيفة ليبيراسيون الفرنسية كما نقلت الجزيرة، تحدث فيها البروفيسور أرنو فونتاني رئيس وحدة البحث والخبرة في علم الأوبئة من الأمراض الناشئة في معهد باستور بباريس، وتناول مختلف الأعمال العلمية الجارية للقضاء على وباء فيروس كورونا.

وقال البروفيسور إن افتراضات قوية للغاية أصبحت متوفرة عن هذا الفيروس، بحيث قدّر متوسط فترة حضانته بستة أيام أو 12 يوما كحد أقصى، مما يعني أن الحجر الصحي لمدة 14 يوما الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية والمطبق على العائدين من مناطق الإصابة، كاف للكشف عن المصابين به.

كما أن طريقة انتقاله أصبحت أكثر وضوحا، إذ يقدر اليوم أن المصاب به يصيب اثنين آخرين في حالة عدم وجود تدابير وقائية، كارتداء القناع والعزل السريع.

ولذلك يرى فونتاني أنه بإسقاط معدل التكاثر إلى أقل من 1، سيكون الوباء تحت السيطرة. كما اتضح أن المريض لا يكون معديا إلا من اللحظة التي تظهر فيها أعراض المرض عليه كالحمى والسعال وصعوبة التنفس.

أخطر من السارس؟
وعند السؤال عن عدد الضحايا المتوقع لهذا الفيروس، قال فونتاني إن من المبكر جدا معرفة ذلك، خاصة أن المرضى يمرون بعدة مراحل، غالبا ما تبدأ بالالتهاب الرئوي الذي يتحول إلى فشل تنفسي حاد، تتبعه الالتهابات البكتيرية الثانوية، ثم تحدث الوفاة بعد أسبوعين أو ثلاثة، مما يعني أن الكثير من المرضى قد يموتون في الأيام القادمة، بحسب عدد المصابين بالفعل.

ونبّه البروفيسور إلى أن بعض الذين تكون إصاباتهم خفيفة قد لا يبلغون عن حالاتهم ويواصلون نشر الفيروس.

كما أنه لا يمكن على الفور تأكيد إصابة المرضى، بسبب عدم وجود اختبارات تشخيصية كافية، رغم أن السلطات الصينية تكافح لمواجهة أزمة صحية بهذا الحجم الكبير، حيث لم تحصِ أكثر من عشرة آلاف إصابة حتى الآن، رغم أن فريق النمذجة من جامعة هونغ كونغ يقدّر المصابين في الصين بنحو مئة ألف.

وعندما سئل البروفيسور عن أيهما أخطر: الفيروس الحالي أم سارس؟ قال إن الأمر يتعلق بزاوية الرؤية، حيث إن فيروس سارس أكثر فتكا ولكن كورونا يصعب التحكم في انتقاله.

كما أن كورونا أصاب حتى الآن أكثر من عدد من أصابهم سارس الذي أصاب ثمانية آلاف مات منهم 774، وبالتالي فإن من المحتمل أن يكون عدد الوفيات بالفيروس الجديد أعلى بكثير من عدد الوفيات بسارس.

علاج صيني
وقال فونتاني ردا على ادعاء الصينيين أنهم أنتجوا علاجا فعالا، إن المختبر الصيني بالفعل نجح في تثبيط نمو الفيروس في أنبوب الاختبار، إلا أن جميع الباحثين يعرفون أن هذا النوع من النتائج ليس مقنعا، لأن ما يعمل في أنبوب اختبار لا يوافق بالضرورة ما يتم عند البشر.

وقال إن العديد من الجزيئات الموجودة والمؤشرات العلاجية الأخرى، تقدم اليوم للمرضى الصينيين، تماما مثل الأدوية المستخدمة في العلاج الثلاثي لفيروس نقص المناعة البشرية.

وتقوم منظمة الصحة العالمية بجمع الخبراء لاقتراح تجربة بالقرعة لاختبار عدة جزيئات في نفس الوقت، ومع أن القائمة غير معروفة بعد فإنه يجب أن تتضمن البروتينات المضادة للفيروسات التي ينتجها البشر بشكل طبيعي، مثل: لوبينافير وريتونافير وريميديفير.

وأشار البروفيسور إلى أن هذه الجزيئات تم بالفعل استخدامها خلال وباء سارس، وأن ملفها السمي معروف وآثارها الجانبية على البشر كذلك، وبالتالي فإذا كان واحد منها أو أكثر يعمل على الفيروس الجديد فإن ذلك سيساعد في تسريع استخدامها.

أما الطريقة الأخرى للحصول على العلاج فهي من أنبوب الاختبار، وذلك من نقطة الصفر، ويساهم فيها الباحثون في جميع أنحاء العالم، ولكن قد يستغرق الأمر سنة أو سنتين للحصول على دواء فعال.

الذين تكون إصابتهم خفيفة قد لا يبلغون عن حالتهم ويواصلون نشر الفيروس (رويترز)
الذين تكون إصابتهم خفيفة قد لا يبلغون عن حالتهم ويواصلون نشر الفيروس (رويترز)
فِرَق واستكشافات
هناك مسار آخر وهو العمل على الأجسام المضادة التي سمحت بتحييد الفيروس التاجي، بحيث تستخرج من دم الأشخاص المعالجين ثم يتم إنتاجها بكميات كبيرة، ويحقن بها المرضى بعد ذلك عن طريق الوريد، وهو مسار تستكشفه شركة رجينيرون الأميركية، وكذلك معهد باستور.

ومن المهم أن الباحث البريطاني روبن شاتوك، أعلن أن فريقه مستعد لإطلاق مرحلة اختبار حيواني هذا الأسبوع لاختبار لقاح جديد ضد فيروس كورونا، إلا أن الأمر يتطلب من سنة إلى سنتين على الأقل لتطوير لقاح جديد وتوزيعه، بحسب فونتاني.

وختم الباحث الفرنسي بأن الكثير من الفرق تعمل على الموضوع، مثل تحالف ابتكارات التأهب للوباء التي رشحت ثلاثة لقاحات، ويعتقد أن إنتاجها سيكون الأسرع.

ومثل معهد باستور، حيث يعمل على تكنولوجيا تستخدم لقاح الشيكونغونيا الذي يحالون تكييفه مع فيروس كورونا، وفي هذه الحالة يتم استخدام لقاح الحصبة الذي تدخل فيه جينات فيروس كورونا لتحفيز الاستجابة المناعية ضده. ويجب أن يكونوا قادرين على اختبار المنتج في أواخر عام 2020 على الحيوانات وفي عام 2021 على البشر.

The post باحث فرنسي: علاج كورونا قد يستغرق عامين appeared first on Alghad.


إقرأ المزيد

0 التعليقات

إرسال تعليق