الصلع وتساقط الشعر المرضي من المُشكلات التي طالما عانى منها الرجال والنساء والتي تسبب افتقاد الثقة بالنفس، فالشعر واحد من أهم علامات الجمال التي تُضفى على المظهر الجاذبية والثقة. وبالرغم من تعدد الخيارات العلاجيّة للصلع وتساقط الشعر من حقن الميزوثيرابي، حقن البلازما، عقار المينوكسيديل وغيرها تظل عمليّات زراعة الشعر الصناعي أو الطبيعي وحدها هي الحل النهائي والفعّال لمشكلة الصلع.
لهذا تُعّد زراعة الشعر واحدة من أكثر العمليات التجميليّة رواجاً في الآونة الأخيرة ليصبح الصلع والثعلبة وغيرها من الأمراض التي تسبب تساقط الشعر الجزئي والكلي مشكلات من الماضي.
ومع التطور الهائل الذي شهده الطب التجميلي أصبحت الخيارات مفتوحة لتعويض بصيلات الشعر المفقودة من خلال زراعة الشعر مجدداً باستخدام العديد من التقنيات، والتي نستعرض منها فيما يلي زراعة الشعر الصناعي.
ما هي عملية زرع الشعر
برغم أن زراعة الشعر الطبيعي واحدة من أهم الطرق التي تهدف إلى نقل بصيلات الشعر من مؤخرة الرأس أو غيرها من الأماكن التي لا يزال ينمو الشعر بها وتُعرف بالمنطقة المانحة، إلى المناطق الصلعاء وتُعرف بالمناطق المستقبلة، إلا أن هناك الكثير من الأشخاص لا تنجح معهم عمليّات زراعة الشعر الطبيعي مثل أولئك الذين يعانون من الصلع الكامل. ولهذا فإن زراعة شعر صناعي تُعّد حل فعّال لهؤلاء وغيرهم ممن يفضلون نتائج سريعة ووسيلة غير مؤلمة لعلاج الصلع.
كما أن زراعة شعر صناعي لها العديد من المميزات وأهمها:
- قلة التكلفة مقارنةً بزراعة الشعر الطبيعي.
- لا تحتاج إلى وقت للتعافي، ويمكن للمريض ممارسة حياته بطريقة طبيعية فور الزرع مباشرةً.
- النتائج السريعة والملموسة حيث يمكن للمريض رؤية المظهر النهائي للشعر بعد عملية الزرع.
- لا تترك زراعة الشعر الصناعي ندبات أو آثار بعد الزرع.
- علاج الصلع الكامل حيث لا تحتاج زراعة الشعر الصناعي إلى منطقة مانحة لاقتطاف البصيلات على عكس زراعة الشعر الطبيعي.
تاريخ زرع الشعر الصناعي
قد يدهشك أن تعرف أن زرع الالألياف الصناعية التي تشبه الشعر الطبيعي عملية ليست حديثة وإنما قديمة منذ عدة عقود من الزمن، ويرجح أنها كانت منتشرة في فترة الثمانينيات كثيرًا حتى قررت منظمة الغذاء والدواء وقفها في ذلك الوقت.
يرجع سبب ذلك الوقف إلى أن عملية الزرع وقتها كانت ما يمكن أن نطلق عليه لفظ بدائية، حيث كان يتم تثبيت الألياف الصناعية في فروة الرأس بغرسات أنبوبية معدنية صغيرة، وهو ما كان يؤدي لحدوث العديد من الاستجابات السيئة من الجسم على تلك الأجسام الغريبة بالإضافة لعددآخر من المخاطر الصحية.
لكن الآن عادت هذه التقنية للظهور على الساحة مرة أخرى بثوبها الجديد الأكثر حداثة وأمانًا. بل إن بعض الأطباء اليوم قد يفضلون اللجوء لهذه التقنية بدلًا من الشعر الطبيعي لضمان الحصول على نتائج أفضل وتجنب أي آثار جانبية محتملة.
كيف تتم زراعة الشعر الصناعي ؟
تعتمد تقنية زراعة شعر صناعي على زرع أو غرس شعر مصنوع من ألياف صناعية دقيقة بمناطق الصلع أو الرأس بأكمله في حالة الصلع الكامل باستخدام إبرة مخصصّة لذلك. وتتميز هذه الألياف بمظهرها وملمسها المشابهين للشعر الطبيعي.
تتم عملية زراعة الشعر الصناعي من خلال مجموعة من الخطوات يمكن تلخيصها فيما يلي:
- اختيار لون ومظهر الشعر: قبل البدء في زراعة الشعر الصناعي يتم تحضير الألياف الصناعيّة لتكون بلون مماثل للشعر الطبيعي وبطول يتراوح بين 10 إلى 25 سم تقريباً. كما يمكن للمريض اختيار ملمس الشعر ما بين الشعر الأملس والمجعد.
- التخدير: يتم تخدير مناطق الزرع موضعياً، ويمكن الاستعانة ببعض مهدئات الأعصاب وغالباً لا يشعر المريض بأيّ ألم.
- زراعة الشعر الصناعي: يبدأ الزرع بغرس كل شعرة على حدة باستخدام إبرة خاصة بداخل فروة الرأس من خلال ثقوب متناهية الصغر يصنعها الطبيب في فروة الرأس، وغالباً ما تُشفى خلال أيام من الزرع. ويمكن للمريض ملاحظة النتائج النهائية بعد زراعة الشعر الصناعي مباشرةً.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة لزراعة شعر صناعي
بالرغم من المميزات المتعددة لزراعة الشعر الصناعي إلا أنه يظل كأي إجراء تجميلي آخر يحمل العديد من المخاطر المحتملة والآثار الجانبية، التي يمكن اختبارها بعد الزرع ومنها:
- تورم والتهاب موضع الزرع أو المناطق المحيطة كالجبهة وحول العينين، وعادةً ما يزول بشكل طبيعي خلال أيام من الزرع.
- ظهور ردود فعل تحسسيّة كالشعور بالحكة الشديدة، أو رفض الشعر المزروع من قبل الجسم.
- تكوّن بعض التكيسات أو البثور في موضع الغرس عند جذور الشعر، وغالبا لا تكون ملحوظة وتزول تلقائياً بعد العمليّة بأيام قليلة.
- نزيف في فروة الرأس وهو أمر نادر الحدوث، ويستمر لعدة ساعات بعد العملية ويتوقف تلقائياً، ويمكن للطبيب أن يصف بعض مضادات السيولة إذا ما لزم الأمر.
- حدوث عدوى أو تقيحات صديدية في موضع الزرع، وهو من الآثار الجانبية غير الشائعة حيث يصف الطبيب مضاد حيوي للمريض قبل وبعد عملية الزرع للوقاية من العدوى الميكروبية.
عيوب زراعة الشعر الصناعي
لا يزال الشعر الصناعي بالرغم من التطور الهائل في الطب التجميلي يحمل العديد من العيوب إلى جانب الآثار الجانبية التي تم ذكرها مسبقاً، ومن أهم عيوب زراعة الشعر الصناعي:
- تساقط الشعر بعد الزرع مع العادات اليوميّة مثل التمشيط حيث تصل نسبة تساقطه إلى 20% سنوياً، وهو ما يحتاج إعادة الزرع خلال فترات قصيرة.
- ترقق فروة الرأس والتهابها الأمر الذي قد يمنع زراعة الشعر الطبيعي في المستقبل.
- لا يستطيع المريض صبغ الشعر، أو تمليسه أو استخدام أدوات التجفيف الحرارية كالسيشوار وغيره.
تكلفة زراعة الشعر الصناعي
تختلف أسعار زراعة الشعر الصناعي باختلاف الدول، وعدد الشعيرات المزروعة، ونوع الألياف المستخدمة، إلا أنها تتراوح من 1000 دولار إلى 20,000 دولار أمريكي للجلسة الواحدة.
زراعة الشعر الإيطالي
زراعة الشعر الصناعي الإيطالي هي التقنية الأحدث في زراعة الشعر الصناعي وتُعرف أيضاً بتقنية البيوفايبر Biofibre، والتي تعتمد على استخدام خيوط الجراحة كبديل للألياف الصناعيّة التي كانت تُستخدم في زراعة الشعر سابقاً وتسببت في العديد من المشاكل كالتفاعلات التحسسية، ورفض الجسم لها.
وقد استطاعت تقنية البيوفايبر التغلب على عيوب زراعة الشعر الصناعي عن طريق استخدام ألياف صناعية متوافقة مع أنسجة الجسم فلا يقوم الجسم برفضها أو تتسبب في ردود فعل تحسسيّة على عكس الألياف الصناعية القديمة والمصنوعة من مواد مثل الأكريليك والبوليستر.
كيف تتم زراعة الشعر الإيطالي ؟
يتم تصميم الشعر وفقاً للون وملمس شعر المريض، ويقوم الطبيب بغرس الشعر من خلال عُقد متناهية الصغر يتم تثبيتها في فروة الرأس. تستغرق عملية زراعة الشعر الصناعي الايطالي ما يقرب من خمسين دقيقة لكل 500 شعرة. ويمكن زراعة ما يصل إلى 3000 شعرة في الجلسة الواحدة.
المرشحين لزراعة الشعر الايطالي
يمكن زراعة الشعر الصناعي الايطالي لحالات الصلع الكامل أو الجزئي، وللسيدات والحالات التي لا يصلح معها زراعة الشعر الطبيعي مثل حالات الحرق التي ينتج عنها تشوه فروة الرأس.
مميزات زراعة الشعر الايطالي
تتميز تقنية البايوفيبر بثبات الشعر نسبياً مقارنةً بالشعر الصناعي العادي، حيث تتساقط نسبة ضئيلة من الشعر مع العادات اليومية كالتمشيط والاستحمام تصل إلى 2-5% من الشعر المزروع في السنة، ويمكن للمريض إعادة زرع 100 إلى 200 شعرة خلال فترة تصل لخمس سنوات بعد الزرع الأول.
ويقوم الطبيب بزرع 200 إلى 300 شعرة في الجلسة الأولى، والانتظار لمدة تصل إلى شهر لملاحظة أي ردود فعل تحسسيّة للمريض، والتي نادراً ما تحدث بسبب مطابقة ألياف البيوفايبر للشعر الطبيعي بنسبة كبيرة. وقد أشارت الدراسات أن شخص من كل ألف شخص ممن يجرون زراعة الشعر الصناعي الايطالي أو البيوفايبر قد تظهر عليهم ردود فعل تحسسية.
شاهد بالفيديو كل ما يهمك معرفته عن زراعة الشعر الصناعي الايطالي أو تقنية البيوفايبر
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
اقرأ أيضاً:
The post زراعة الشعر الصناعي appeared first on Tajmeeli.
إقرأ المزيد
0 التعليقات
إرسال تعليق