الأحد، 1 سبتمبر 2019

الوجه الآخر للشاشات.. كيف أصبح أطفالنا أكثر تعاسة؟

الغد- يختلف أطفال اليوم عن أطفال الأجيال السابقة، إذ تختلف أفكارهم واهتماماتهم وأنماط حياتهم، ويشعرونك أنهم أكثر تفتحا ونضجا عن الأجيال السابقة.

عادة ما ينظر إليهم أبناء الأجيال الأقدم على أنهم أكثر حظا منهم، فرحابة الحياة اتسعت لهم ومنحتهم كل شيء، من تطور، وإمكانيات وتكنولوجيا، فضلا عن ملابس أكثر عصرية وأكثر توفرا، حتى الحلوى المستوردة المتنوعة لم تسلم من حسد الكبار لتوفرها اليوم بين أيدي الصغار بكل بساطة.

قطعا يختلف أطفال اليوم عن الأيام السابقة، ذلك لأنهم أكثر بؤسا وتعاسة عن الأطفال قبل 25 عاما.

معدلات انخفاض السعادة
يعد الاستخدام المفرط، اليوم، لوسائل التواصل الاجتماعي سببا رئيسا في الشعور المتزايد بالوحدة واضطراب علاقات الصداقة وعدم الرضا عن النفس، وشعور نسبة أعلى من الأطفال من عمر عشرة أعوام إلى 15 عاما بعدم الرضا بشكل عام عن حياتهم لأول مرة منذ إصدار التقرير السنوي للطفولة الجيدة عام 2009.

وقد كشف التقرير السنوي الحالي -الذي يستند إلى مسح دوري لحوالي 2400 أسرة ودراسة شملت أربعين ألف أسرة بريطانية أخرى- تراجعا كبيرا في الرضا عن الأصدقاء والمدرسة بين الأولاد والبنات على حد سواء وزيادة في التعاسة بين الأولاد حول مظهرهم والتنمر الذي يتعرضون له في المدرسة، وخلص إلى أن أكثر من مئتي ألف طفل في المملكة المتحدة غير سعداء، كما جاء في تقرير للجزيرة نت.

وينخفض كل عام معدل السعادة بين الأطفال تدريجيا حتى وصل لأدنى مستوياته، إذ انخفضت السعادة مع الأصدقاء من متوسط ​​8.99 من أصل 10 في 2009-2010 إلى 8.59 العام الماضي. وقال 2.8% من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع إنهم غير راضين عن أصدقائهم. كما وجد التقرير أن 11.8% غير راضين عن المدرسة، وهو أعلى مستوى منذ بدء المسح.

التكنولوجيا والتعاسة
تشير الأدبيات المتعلقة بالعلاج النفسي في أكثر من موضع إلى أن هناك علاقة بين الاكتئاب والتكنولوجيا، ربما تكون علاقة غير سببية، لكن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الهاتف الذكي تم ربطهما بزيادة معدلات الاكتئاب بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 18 عاما.

وربطت دراسة أميركية -لمجموعة من الباحثين في جامعتي سان دييغو وفلوريدا- زيادة أعراض الاكتئاب ومعدلات الانتحار بين المراهقين بوقت التعرض للوسائط والشاشات الحديثة، إذ رصدت الدراسة زيادة في أعراض الاكتئاب بنسبة 33% بين عامي 2010 و2015، وفي الفترة نفسها، ارتفع معدل الانتحار للفتيات في هذه الفئة العمرية بنسبة 65% وتم ربط تلك النسب بأرقام تشير إلى امتلاك 92% من الأطفال والمراهقين هاتفا ذكيا في الوقت ذاته.

ما تفعله “الشاشات” بالأطفال
يلاحظ الباحث الرئيس في الدراسة الأميركية، جان توينجي، عالم النفس بجامعة سان دييغو، أن هناك اختلافات في حياة المراهقين والشباب الحاليين، مقارنة بالأجيال السابقة، تجعلهم أكثر تعاسة حيث إنهم يقضون وقتا أقل بكثير في التواصل مع أقرانهم شخصيا ومزيدا من الوقت في الاتصال إلكترونيا، بشكل أساسي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مما يجعلهم يشعرون بالعزلة الاجتماعية.

فالشباب الذين يقضون أكثر من ساعتين في اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي هم أكثر عرضة للإبلاغ عن الاضطرابات النفسية، بحسب مجلة “تايم” الأميركية، إذ إن رؤية الأصدقاء باستمرار يقضون إجازة أو يستمتعون يمكن أن تجعل الشباب يشعرون أن الآخرين يستمتعون بالحياة مقارنة بهم، وهذه المشاعر من شأنها أن تعزز موقف “المقارنة واليأس”.

ويعد فقدان الثقة بالنفس من أكثر التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين، تحديدا، فالمنصة المعتمدة على الصور “إنستغرام” حصلت على أسوأ شبكة تواصل اجتماعي للصحة العقلية، وفقا لمسح الجمعية الملكية للصحة العامة المنشور بمجلة تايم الأميركية.

ويتعرض الأطفال والمراهقون حتى البالغون للتنمر على “إنستغرام” بسبب الصور الشخصية، مما يجعلهم يشعرون بعدم الرضا عن مظهرهم وأجسادهم ويخلق لديهم مشاعر تدنٍ واحتقار للذات وبالتالي تظهر لديهم أعراض التعاسة والاكتئاب.

ويبدو أن الطفولة البسيطة الخالية من التعقيدات والتكنولوجيا، رغم فقرها، جنبت الأطفال قبل ربع قرن كثيرا من الضغوط والتبعات النفسية السيئة التي يتعرض لها أطفال اليوم، وبالرغم من ذلك ما زالوا محل حسد الأجيال الأكبر سنا.

The post الوجه الآخر للشاشات.. كيف أصبح أطفالنا أكثر تعاسة؟ appeared first on Alghad.


إقرأ المزيد

0 التعليقات

إرسال تعليق